يواجه الأهل صعوبة في التعامل مع مشكلة التبول اللاإرادي لدى اطفالهم خاصة بسبب حرصهم على ابقائها سرا كبيرا يستطيعون التحدث عنه فقط في عيادة الطبيب. غالبا ما يميل الاباء الى التباهي بإنجازات اطفالهم، يتشاركون الحديث مع الاصدقاء حول المشاكل الاجتماعية والمشاكل في المدرسة ولكن عندما يتعلق الامر بمشكلة التبول الليلي لدى طفلهم فهم يعلنون عن اتفاق صمت بينهم وبين ذاتهم ولا يتحدثون عنها حتى للأجداد.
لماذا يبلل طفلي سريره في الليل؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال، حاولوا تحديد فيما إذا كان طفلكم يعاني من التبول الليلي كل ليلة، أو أنه نادرا ما يحدث له. في الواقع هاتين حالتين مختلفتين تماما لمشكلة التبول الليلي.
عندما يبلل الطفل سريره كل ليلة إذا فهو يعاني من “التبول اللاإرادي الأولي” (Primary Nocturnal Enuresis)، في الواقع فإن واحد من كل خمسة اطفال يعاني من هذه الظاهرة. هنالك ثلاث اسباب رئيسية التي من الممكن ان تتسبب بالتبول الليلي:
- اختلال التوازن بين الناتج البولي اثناء النهار واثناء الليل. الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة يفرزون نفس الكمية من البول ليلا ونهارا. الأطفال الذين لا يعانون من المشكلة يفرزون 80٪ من البول أثناء النهار و20٪ فقط خلال الليل.
- هنالك أطفال يعانون من تقلصات لا إرادية في المثانة مما يسبب سلس البول والتبول الليلي.
- عدم القدرة على الاستيقاظ عند امتلاء المثانة. هذه المشكلة تنبع من اضطراب معين في عملية الاستيقاظ وليس بسبب النوم العميق كما يعتقد الكثيرون.
الأطفال الذين يعانون من التبول الليلي في اوقات متباعدة، يعانون في الواقع من “التبول الليلي الثانوي” في هذه الحالة قد يكون السبب حالة طبية او حدث نفسي الذي عانى منه الطفل مثل الصدمة النفسية، القلق او حلم مزعج.
قد يكون التبول الليلي وراثيا. في حالة ان أحد او كلا الوالدين عانوا من التبول الليلي في طفولتهم، من الممكن ان يعاني اطفالهم كذلك منه.
ماذا نفعل عندما يبدأ الطفل بالتبول الليلي؟
الخطوة الاولى هي التحدث عن الموضوع مع طبيب الأطفال. العديد من الاباء لا يتحدثون عن الموضوع حتى امام طبيب الاطفال لأنهم يخجلون منه. الا ان هذه المعاينة مهمة جدا لإستبعاد الأسباب الطبية التي من الممكن ان تكون المسبب للتبول الليلي.
قد يكشف تحليل البول عن التهاب في المسالك البولية، او نسبة سكر مرتفعة في البول التي ممكن ان تؤدي الى التبول الليلي. الاختبار البدني لدى الطبيب بإمكانه الكشف عن الامساك. إذا كان الطفل يعاني من الامساك، الانتفاخ البطني الناتج عن تراكم البراز قد يتسبب بالضغط على المثانة وبالتالي الى التبول الليلي، وربما الى التبول اللاإرادي خلال النهار في أكثر الاوقات احراجا.
كذلك من الممكن ان يكتشف الطبيب فيما إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات النوم نتيجة لتوقف التنفس أثناء النوم، لدى الاطفال الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، قد يتوقف التنفس خلال النوم لفترات قصيرة جدا والتي من الممكن خلالها ان يتسرب البول. تقتضي هذه المشكلة العلاج ولذلك من المهم ان يعلم طبيب الاطفال عن مشكلة التبول الليلي التي يعاني منها طفلكم.
حتى أي سن يمكن اعتبار التبول الليلي “مشكلة عادية”؟
إذا لم يكن السبب وراء التبول الليلي مشكلة طبية تتطلب العلاج، فإنها غالبا ما تزول من ذات نفسها حتى سن السبع سنوات. في الواقع هنالك مراهقين في سن الثامنة عشر الذين ما زالوا يعانون من التبول الليلي.
طالما تعرف عائلتك كيفية التعامل مع المشكلة وعلاجها بالشكل الملائم، دون التسبب بالإزعاج لكم او لأولادكم، يمكن الانتظار حتى تمر المشكلة لوحدها.
من المهم الا تغضبوا على الطفل لدى تبليله لسريره وعدم القاء اللوم عليه. يمكن ان توضحوا له ان العديد من الاطفال يعانون من هذه المشكلة وإنها مؤقتة.
ما هو علاج التبول الليلي الاكثر فعالية؟
هنالك العديد من المنتجات التي بإمكانها ايقاظ طفلكم لدى تسرب النقطة الاولى من جسده.
هذه المنتجات هي عبارة عن احزمة خاصة او صفائح ذات أجهزة استشعار تلصق بالملابس الداخلية للطفل او لمعصم الطفل او خصره. عندما يبدأ البول بالتسرب، من النقطة الاولى تكتشفه اجهزة الاستشعار ويبدأ الحزام بالاهتزاز او إطلاق صافرة حتى يستيقظ الطفل.
في الواقع فإن اسلوب الاهتزاز او إطلاق اصوات التنبيه فعالة جدا لأنها تعلم الدماغ متى عليه الاستيقاظ للذهاب الى المرحاض في الوقت المناسب. ولكن عملية التعلم هذه قد تستغرق عدة أشهر كما تتطلب منكم أنتم الاباء الاشتراك في العملية والاستيقاظ مع الطفل عندما يبدأ الجهاز بالاهتزاز او بإطلاق الصافرة وايصاله الى المرحاض.
وبما اننا قد بدأنا الحديث عنكم ايها الاهل، العديد من الأهل يستيقظون مرتين او ثلاث مرات خلال الليل ليوقظوا أطفالهم وليوصلوهم للمرحاض دون الانتظار بأن يشعر الطفل بالحاجة الى التبول.
هنالك طبعا العديد من الأدوية التي تقلل كمية البول التي ينتجها الجسم اثناء الليل. للأدوية غالبا هنالك العديد من الاثار الجانبية التي يرغب الاباء بتجنبها، لذلك من الممكن اعطاء الطفل الدواء فقط عند ذهابه للنوم لدى جده او جدته او لدى أحد الاصدقاء.
من المهم التذكر انه يجب الا نغضب من الطفل والا نعاقبه بسبب مشكلة التبول الليلي، حتى ولو كنتم تعانون من خيبة امل كبيرة. قد تساعد الحوارات الصريحة او اي حل اخر تجدونه على الا يشعر الطفل بالإهانة.